لا تحاولي أن تجعليه نسخة من إخوانه أو أصدقائه، فلا تقولي له كن كفلان، وتجنبي تحقيق أحلامك من خلاله، بل ساعديه لتحقيق حلمه الخاص به.
فطفلك يحتاج لمساعدتك لكنه في نفس الوقت يحتاج للنمو والتعلم بنفسه، بعيدا عن وصايتك اللصيقة، لا تسارعي بحل كل مشاكله، واتركيه يحاول حلها بنفسه، ولا تتدخلي إلا بعد أن يستنفذ جهده، وحينها ساعديه بالنصح والإرشاد وبطريقة غير مباشرة.
أفضل وسيلة لتعليم ابنك الاستقلالية واتخاذ القرار، أن تمنحيه فرصة الاختيار منذ صغره، فمثلا يمكن أن تخيريه بين ارتداء اللون الأزرق أو الأخضر، عندما يختار الطفل فإنه يتعلم تحمل المسؤولية؛ لأن قراره نابع منه، وهذا يزيده ثقة بنفسه وحرضا على النجاح.
نمّي ثقته بنفسه..عندما يفقد الطفل ثقته بنفسه يشعر بالدونية والنقص والتردد، وأن الآخرين أفضل منه، ولذلك يميل إلى الانطواء والعزلة وعدم المشاركة، والاعتماد على الوالدين أو الإخوة الأكبر سنا، ويتجنب تحمل المسؤولية مهما كانت بسيطة لخوفه من الفشل وسخرية الآخرين.
وبحسب موقع حلوة فإن تنمية ثقة الطفل بنفسه تعني دعمه بشكل إيجابي، مما يحقق له الأمان والطمأنينة والإحساس بالسعادة والقدرة على مواجهة الأزمات، ويتعلم ذلك من خلال العدل في معاملة الإخوة، وعدم التقليل من شأنه، واحترام حقوقه ومشاعره ومنحه الفسحة للتعبير عن نفسه، مع التركيز على تنمية الجوانب الإيجابية فيه، ومدحها وعدم تجاهلها أو نسيانها في حال قيام الطفل بشيء سلبي أو أدنى من المطلوب.
تعرّفي على مهاراته وقدراته:
هيئّي له الجو المناسب لممارسة هوايته، دون أن يؤثر ذلك على دراسته، ادعميه واسمحي له بمساعدتك أو مساعدة والده، ولا تقولي له " أنت صغير على هذا"، أوكلي إليه مهام بسيطة ضمن رغباته، فقد ترغب الطفلة في مساعدة والدتها في المطبخ، أوقد يرغب الطفل في مساعدة والدة في شراء الحاجيات أو تصليح السيارة.
وأبسط طريقة أن تسأليه عما يريد أن يكون في المستقبل، وما هي المواد الدراسية التي يحبها والمهام التي يجب القيام بها، والدور التي يجب القيام به والدور الذي يفضّل أن يلعبه حين يكون مع أقرانه وما الذي يحبه في فلان هل يثني عليه المعلم, ولماذا ، وهل يحب المدرسة أو هل يكرهها ولماذا...
ومن خلال هذه الأسئلة وغيرها يمكن أن تتعرفّي على رغبات طفلك وقدراته وبالتالي يمكنك العمل على تحسينها وتنميتها وتهيئة المناخ المناسب لممارستها.
ساعديه لإبرازها دون تفاخر أو غرور وكافئيه، إن أجاد وأتقن العمل، ويمكن أن تكون المكافأة مادية أو معنوية.
علّميه كيف يقيّم اختياراته:
يواجه الطفل مواقف كثيرة يحتاج فيها لاتخاذ القرار دون التمكن من الرجوع إلى الأهل، لأخذ آرائهم أو نصائحهم، وبالتالي لابد أن يكون الطفل قادرا على تقدير الإيجابيات والسلبيات لهذا القرار وبشكل منطقي بسيط، ولابد أن تكون لديه مرجعيه ثابتة لا تتغير ولا يختلف عليها في اتخاذ القرار، وهذا لا يكون إلا إذا كانت مرجعية الطفل تعتمد على الكتاب والسنة، فإذا طلب منه أحد أقرانه أن يساعده ليغش في الامتحان، سيتذكر أن الغش حرام وسيتخذ قراره بأن لا يفعل.
وينبغي ألاّ تثقليه بالعديد من الأحكام الفقهية التي تتجاوز قدرته على الاستيعاب، ولكن علّميه تدريجيا بالشرح وتوضيح العلة، وشجّعيه ليستفسر عما يواجهه وعما يحتاجه.