القاهرة- الرباط –باريس – بيروت - إسلام أون لاين
استمرت حملة السخط والغضب العربي والدولي ضد الجرائم الإسرائيلية في القدس، والتي حصدت أرواح أكثر من 60 من الشهداء الفلسطينيين غير مئات الجرحى، أغلبهم من الأطفال.
وشاركت قوى سياسية وشعبية وتلاميذ مدارس وطلبة جامعات في عدد كبير من المظاهرات التي اجتاحت الدول العربية والإسلامية والأوروبية، فيما وصل غضب المتظاهرين الطلبة حد الاعتداء على مبنى السفارة الأمريكية في سوريا، وعلى بعض فروع محلات شركة "سينسبري" البريطانية الشهيرة في مصر بدعوى أن أصحابها الأصليين يهود.
يا سفير.. يا جبان!
فقد احتشد مئات المتظاهرين السوريين – معظمهم من الشباب - الأربعاء (4-10-2000) أمام السفارة الأمريكية في دمشق ورشقوا مبناها بالحجارة فحطموا بعض زجاجها وأحرقوا أعلاما إسرائيلية.
وتسلق أحد المتظاهرين سياج السفارة ونجح في الاستيلاء على العلم الأمريكي قبل أن تعتقله الشرطة، وتدخلت الشرطة لتفريق المتظاهرين مستخدمة الهراوات، ورد المتظاهرون برشق الحجارة؛ مما أسفر عن إصابة نحو عشرة متظاهرين وعدد من رجال الشرطة بجروح.
وكان المتظاهرون -وهم في معظمهم من الطلاب السوريين والفلسطينيين والعراقيين- يحتجون على القمع الذي تمارسه قوات الأمن الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية، حيث رددوا شعارات مناوئة للولايات المتحدة وإسرائيل مثل: "يا سفير يا جبان اطلع واجه الشبان" و"بدنا نحكي على المكشوف أمريكي وإسرائيلي ما بدنا نشوف"، و"الجولان عربية وأمريكا راس الحية".
تلاميذ مصريون يرشقون "سينسبري"!
كما تظاهر نحو ألف تلميذ الأربعاء في ضاحية المعادي (جنوب القاهرة)؛ احتجاجا على الممارسات الإسرائيلية وقاموا برشق اثنين من فروع سلسلة متاجر سينسبري البريطانية بالحجارة؛ اعتقادا منهم – كما قالت وكالة الأنباء الفرنسية - بأن أصحابها يهود!.
وأكد شهود عيان أن التلاميذ الذين تظاهروا دعما للفلسطينيين هاجموا المتجرين لاقتناعهم بأن يهودا يملكون هذه الشبكة التي بدأت تنتشر في مصر، وحطموا عددا من الواجهات الزجاجية قبل أن تتدخل قوات الشرطة سريعا لتفريقهم.
وجاء هذا في الوقت الذي استمر فيه تظاهر الآلاف من الطلبة في جامعتي القاهرة والإسكندرية والجامعة الأمريكية بالقاهرة، مرددين هتافات معادية لإسرائيل في اليوم السابع من الصدامات الجارية في الأراضي الفلسطينية وصائحين "الله أكبر".
تركيا تعتقل المتظاهرين!
من ناحية أخرى.. أعلنت وكالة أنباء "الأناضول" أن الشرطة التركية اعتقلت الأربعاء نحو 15 متظاهرا أثناء تجمع معادٍ لإسرائيل أمام مكاتب شركة الخطوط الجوية الإسرائيلية "العال".
وأوضحت الوكالة أن المتظاهرين كانوا يريدون التنديد بأعمال العنف الدامية التي وقعت في الأراضي الفلسطينية، ولكن تدخل الشرطة حال دون إدلائهم بتصريحات أو نشر لافتات أمام مكاتب "العال" الواقعة في حي سيسلي (القسم الأوروبي من المدينة).
وتعد هذه أول مظاهرة من نوعها في تركيا منذ بدء المواجهات -الخميس الماضي- بين الجنود الإسرائيليين والفلسطينيين، خاصة أن أنقرة تقيم علاقات وثيقة مع الفلسطينيين، وكذلك مع الدولة العبرية التي وقّعت معها في فبراير 1996 اتفاق إطار للتعاون العسكري؛ الأمر الذي أثار غضب العالم العربي والإسلامي.
وفي محاولة لامتصاص غضب الأتراك؛ أعلنت وزارة الخارجية التركية الأربعاء إرسال 500 ألف دولار ومساعدة طبية "تغطية للحاجات العاجلة للشعب الفلسطيني الشقيق".
وأشارت الوزارة إلى أن الحكومة التركية تتابع "بقلق بالغ" الوضع في إسرائيل والأراضي الفلسطينية، حيث أودت المواجهات بحياة أكثر من 65 شخصا، وأوقعت مئات الجرحى، وأنها تقوم بالمبادرات اللازمة لوضع حد لتصاعد التوتر".
مظاهرات مغربية
كما جاء في بيان نُشر الأربعاء أن حزب العدل والتنمية (الإسلامي) بالمغرب دعا إلى مظاهرة تأييد للفلسطينيين الأحد المقبل في الثامن من أكتوبر في الدار البيضاء؛ وذلك بهدف "الاحتجاج على المذابح البربرية المرتكبة على أرض فلسطين".
كما أعلنت "جماعة العدل والإحسان"، الإسلامية، في بيان لها، أنها ستشارك في "المسيرة" المقررة في اليوم نفسه في الرباط والتي تنظمها الجمعية المغربية لدعم نضال الشعب الفلسطيني.
وفي باريس ذكرت مصادر فلسطينية "أن عددا من المنظمات والجمعيات الفلسطينية والفرنسية -منها منظمة الأطفال الفلسطينيين واتحاد طلاب فلسطين والمفوضية الفلسطينية بفرنسا والجمعية الفرنسية الفلسطينية والجمعية الطبية الفرنسية الفلسطينية- تعتزم الأربعاء 4 أكتوبر إقامة تجمع شعبي في العاصمة الفرنسية باريس؛ احتجاجا على المجازر الإسرائيلية في حق الشعب الفلسطيني في الأراضي المحتلة التي سقط فيها أكثر من ستين شهيدا.
وقالت المصادر: إن التجمع الإعلامي يستهدف إثارة الجالية الفلسطينية والعربية والإسلامية والرأي العام الفرنسي ضد الجرائم التي ارتكبها جيش الاحتلال في حق أطفال فلسطين وشبابها خلال الأيام القليلة الماضية.
وقد توافق هذا التجمع مع المباحثات التي جرت في العاصمة الفرنسية باريس بين رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية والرئيس الفرنسي جاك شيراك ووزيرة الخارجية الأمريكية مادلين أولبرايت, وبين أولبرايت وشيراك ورئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود باراك من ناحية أخرى.
مسيحيو لبنان ينددون
وفي بيروت أدانت ثلاثة أحزاب مسيحية لبنانية مناهضة للوجود الفلسطيني المسلح في لبنان، "المجازر البشعة" التي يتعرض لها المدنيون الفلسطينيون، ودعت المجتمع الدولي إلى وضع حد لها.
وقد ندد حزب "الوطنيين الأحرار" وحزب "القوات اللبنانية" و"التيار الوطني الحر" بزعامة العماد "ميشال عون" في بيان في بيان لهم بشدة بالاعتداءات التي يتعرض لها المدنيون الفلسطينيون على يد الجيش الإسرائيلي، وأكدوا على أن المواجهات الدامية، -وخصوصا الصور التي بثتها محطات التلفزيون لأطفال ونساء ورجال عُزّل تلتهمهم آلة الموت الإسرائيلية،- يجب أن تحرك مشاعر الرأي العام العالمي وضمير قادة الدول وتلزمهم باتخاذ مبادرة سريعة لوقف المجازر البشعة".
وأضاف البيان: "نبدي دعمنا وتأييدنا للشعب الفلسطيني في الأرض المحتلة، وتعاطفنا مع أهالي الشهداء الذين سقطوا في المواجهات، ونناشد المرجعيات الدولية الفاعلة بذل قصارى جهدها لوقف دورة العنف الحالية، وإعادة إطلاق المفاوضات على قاعدة الحقوق الفلسطينية والعربية المشروعة والمعترف بها؛ مما يؤدي إلى سلام عادل وشامل يسمح أخيرا لدول المنطقة وشعوبها بالعيش في سلام
الثلاثاء أكتوبر 14, 2008 12:31 am